]يقول علماء النفس إن كثيرا من الهموم والضغوط النفسية سببه عدم الرضا ،
فقد لا نحصل على ما نريد ،
وحتى لو حصلنا على ما نريد فقد لا يعطينا ذلك الرضا التام الذي كنا
نأمله ،
فالصورة التي كنا نتخيلها قبل الإنجاز كانت أبهى من الواقع .
وحتى بعد حصولنا على ما نريد فإننا نظل نعاني من قلق وشدة خوفا من زوال
النعم .
فالواجب علينا أن نقنع بما قسم لنا من جسم ومال وولد وسكن وموهبة وهذا
منطق القران (( فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين )) إ
ن غالب علماء السلف وأكثر الجيل الأول كانوا فقراء لم يكن لديهم أعطيات
ولا مساكن بهية ولا مراكب ولا حشم ومع ذلك اثروا الحياة واسعدوا أنفسهم
والإنسانية لأنهم وجهوا ما أتاهم الله من خير في سبيله الصحيح فبورك لهم
في أعمارهم وأوقاتهم ومواهبهم ويقابل هذا الصنف المبارك طائفة أعطوا من
الأموال والأولاد والنعم فكانت سبب شقائهم وتعاستهم لأنهم انحرفوا عن
الفطرة السوية والمنهج الحق وهذا برهان ساطع على أن الأشياء ليست كل شيء
انظر إلى من حمل شهادات عالية ،
لكنة نكرة من النكرات في عطائه وفهمه وأثره،بينما تجد آخرين عندهم علم
محدود ،
وقد جعلوا منه نهرا متدفقا بالنفع والإصلاح والعمار إن كنت تريد السعادة
فارض بصورتك التي ركبك الله فيها ،
وارض بوضعك الأسري،وصوتك ،ومستوى فهمك ،ودخلك؛
بل إن بعض المربين الزهاد يذهبون إلى ابعد من ذلك فيقولون لك : ارض بأقل
مما أنت فيه وبدون ما أنت عليه