الى ان تُخرجى معطفك من دولاب ملابسك ...سأشكر الغيم على بدء مهرجانه المائي السنوي، وسأشكر كل العصافير التي تختبئ، وكل المداخن، وأنواع الحطب، فأنت امراة شتوية بامتياز.
وأنا بكل صراحة مشتاق إلى قهوتك الساخنة وأنت تنظرين بعينين ذابلتين عالماً مبللاً في الخارج.
اشتقت إلى بلوزتك الصوف، وذلك الشال الوردي الذي أضعت عمري بين خيوطه، وإلى مظلتك القديمة التي كنا نتقاسمها، ثلاثة أرباعها لك، والربع لي، ولذلك كنت أقضي الشتاء بكتف مُبلل.
اشتقت إلى مشيتك الحذرة كراقصة باليه بين خطوط الماء، إلى خوفك من الرعد...
سأكتب قصيدة أُمَجد فيها وجهك الغائم كسماء ممطرة، ومزاجك الذي يشبه عاصفة ثلجية مدمرة، وسأبتلع بصمت ذلك الحساء الذي لا تعرفين صنع غيره، وسأتكور قرب همسك كقط بري هارب من الجوع والبرد.
ريثما تمطرين عَلَي.. سأستنفر فرق الإنقاذ، سيارات الإسعاف، وسأعلن حالة الطوارئ، وأفتح كل الملاجئ، وأطلب مساعدات دولية، كمدينة على وشك الزوال.. كوطن مؤجل إلى أن تُعلنيه.
سأكتب رسالة للغيم.
سيدي الغيم.. تحية وبعد..
أتمنى أن تكون بخير وصحة جيدة. أعرف أنك مشغول هذه الأيام، لكني أريدك فقط أن تعلمني كيف للحب ألا يصير غيمة عابرة في الحياة.
كيف لي أن أظل ممسكاً بها تلك التي تترك رائحتها على جسدي تتسلى طوال النهار والليل.
لا أريدها أن ترحل يا سيدي الغيم، لا أريدها أن تتركني، فالأشياء تصغر في غيابها وتذبل، حتى وجهي تضيع ملامحه في المرايا، لأعيد ترتيبها على هيئة رجل آخر، عقارب الساعة يا سيدي تصير أبطأ.. بين الواحدة والواحدة والنصف خمس ساعات قاتلة.
أتشعرين بالبرد؟ اقتربي.. أكثر.. أكثر.
ضعي يدك هنا.
قلبي مدفأة صغيرة على مقاس يدك الصغيرة.