الفارس
عدد المساهمات : 158 نقاط : 435 تاريخ التسجيل : 10/12/2009
| موضوع: كلمات الجمعة ديسمبر 11, 2009 4:43 am | |
| هذا مقال قرأته واعجبنى فكرته ......
كل كاتب يمر، في إحدى مراحل حياته الأدبية، بمرحلة يمكن أن نطلق عليها “مرحلة العبودية للفظة”، تسيطر فيها على ذهنه كلمات معينة فيرددها في معظم مقالاته، وكان الشاعر محمد القيسي مولعا بكلمة “حزين”، وعندما يلتقي صديقا يبادره بالقول: “كيفك يا حزين” وكان الحزن هو الطابع الغالب في جميع قصائده.
وأذكر أنني قرأت في أحد المقالات النقدية كلمة “إرهاصات” فأعجبتني وحفظتها دون أن أفهم معناها، وبدأت أستخدمها في كل مقال أكتبه، وكان شرطي الوحيد للإعجاب بأي مقال هو أن “يرهص” كاتبه كثيرا، ويردد كلمة إرهاصات بمناسبة ومن دون مناسبة، وكنت أقرأ للمتنبي وأبو العلاء المعري وشكسبير وطه حسين، وأستغرب كيف يعجب الناس بهؤلاء رغم أن كلمة إرهاصات لم ترد في كتاباتهم.
وبعض النقاد يقول إن الكلمة الجميلة تولد الفكرة الجميلة، لا العكس، وأذكر أنني في دراستي الابتدائية كنت مغرماً بالكلمة التي أظن أنها جميلة، وأحفظها، وأسجلها في دفتر خاص كان بالنسبة لي أغلى ما أملك، وذات يوم قرأت تصريحا لأحد الوزراء في صحيفة قال فيه المحرر: “وأردف سعادته قائلا” فخطر لي أن كلمة “سعادته” وصف جميل وفريد لرجل يتكلم، فسجلتها في الدفتر تحت بند “وصف لرجل يتكلم” وبت استعملها في كل موضوع إنشاء مدرسي أكتبه، سواء أكان المتكلم حمالا أو بقالا أو ماسح أحذية، وكنت أغضب عندما يشطبها مدرس اللغة العربية، ويقول لي: لكل مقام مقال يا ولدي، والحمال والبقال لا يقال له “سعادتك” إلا إذا كنت تريد السخرية منه. ولم أكن أستوعب ما يعني الاستاذ بذلك، كما لم أستوعب قصده من عبارة “اقرأ لنفسك فذلك أفضل وأحسن وقعا” التي كان يسجلها على دفتري في كل مرة أكتب فيها موضوعا في الإنشاء، لأنني كنت أذيل موضوعي بحكم وأقوال مأثورة أضعها تحت عنوان “قرأت لك”.
ومن العبارات التي سجلتها في ذلك الدفتر عبارة تقول “بنى المأمون قصرا فيه الرخام الأبيض الوردي والمجزع” وحتى الآن لا اعرف ما هو المجزع، ولا أعرف كيف يكون الرخام أبيض وورديا في الوقت ذاته، ولكنها عبارة كنت ألصقها (دون ذكر المأمون بالطبع) في كل حديث عن بناء، سواء أكان بانيه مليونيرا أو مديونيرا زبالا. وعبارة في وصف قطة تقول: “تتدحرج كالكرة الصوفية في أرجاء المنزل” فباتت كل قطة بالنسبة لي تتدحرج (ولا تتنقل مثلا) بهذا الشكل، سواء أكانت صغيرة أو عجوزا هرمة.
والعبودية للفظة قد تفرز عبوديات أخرى مثل: العبودية للعبارة، وللفكرة، وكل ما يمكن أن يؤدي إلى ما نطلق عليه في العمل الصحافي اسم “الكتابة الإنشائية” حيث تكثر الأوصاف والعبارات الطنانة التي لا معنى لها، وما يتبعها من عكاكيز لفظية تبدو في المقال كرُكْبَة البعير، وقد تعودت على إزالة هذه الأشياء الآن من دون أسف.
وكم هم الكتاب الذين تقرأ لهم فلا تجد في كلامهم إلا عبارات إنشائية جميلة استخدمت في غير مكانها، وشعارات تثير الحماس في نفسك ولا تغني فكرك | |
|
الصمت الرهيب
عدد المساهمات : 214 نقاط : 380 تاريخ التسجيل : 06/12/2009
| موضوع: رد: كلمات الجمعة ديسمبر 25, 2009 1:24 pm | |
| يسلمو الفارس
على هذه الكلمات
تقبل مروري
| |
|
رغد
عدد المساهمات : 64 نقاط : 122 تاريخ التسجيل : 06/12/2009
| موضوع: رد: كلمات السبت ديسمبر 26, 2009 12:56 pm | |
| يسلمو الفارس كلمات رائعه
تقبل مروري وتقديري | |
|